/ الفَائِدَةُ : (28) /

16/04/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / توَهّمِ اِتِّحاد جملة مسائل / / اِحتياج جملة مَباحث إِلى دِقَّة في التَّفكيك / إِنَّ جملة من مسائل العقيدة والمعرفة قد يظنّ الباحث والمُسْتَنْبِط أَنَّها مسألة واحدة ؛ والحال أَنَّها مُتعدِّدة . مثاله : مسألة النُّبُوَّة ، فإِنَّ النُّبُوَّة العامَّة شيء والنُّبُوَّة الخاصَّة شيء آخَر؛ وإِنْ كان بينهما صِلَة وارتباط وطيد. مثال آخَر : مسألة الِإمامة الإِلٰهيَّة؛ فإِنَّ الإِمامة الإِلٰهيَّة العامَّة شيء والإِمامة الإِلٰهيَّة الخاصَّة شيء آخَر؛ وإِنْ كان بينهما صِلَة واِرتباط وطيد أَيضاً. / ترابط وطيد بين الإِمامة الإِلهيَّة العامَّة والإِمامة الإِلهيَّة الخَاصَّة/ وكثير مِمَّن يتساءل عن اِعتقادات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ مثلاً ـ لا يتفطَّن إِلى الدِّقَّة في التَّفكيك بينَ مباحثها؛ فإِنَّهم إِذا أُسْتُدِلَّ لهم ـ مثلاً ـ على ضرورة الإِمامة الإِلٰهيَّة لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بضرورة الإِمامة الإِلٰهيَّة العامَّة اعترضوا : أَنَّ هذا لا يُثْبِت الإِمامة الإِلٰهيَّة الخاصَّة لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ والحال أَنَّ نفس الِاعتقاد بضرورة الإِمامة الإِلٰهيَّة العامَّة هو درجة من درجات الِاعتقاد بضرورة الإِمامة الإِلٰهيَّة الخاصَّة لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . وعلىٰ هذا قس حال الِاعتقاد بالنُّبُوَّة (1). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينبغي الِالتفات : أَنَّ النِّسْبَة المنطقيَّة بين الإِمامة الإِلٰهيَّة العامَّة ؛ والإِمامة الإِلٰهيَّة الخاصَّة لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ هي العموم والخصوص المُطلق ؛ فإِنَّ إِمامة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ الإِلٰهيَّة أَخَصّ مُطلقاً. وكذا النِّسْبَة المنطقيَّة بين النُّبُوَّة الإِلٰهيَّة العَامَّة ، والنُّبُوَّة الخاصَّة لسيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله هي العموم والخصوص المُطلق ؛ فإِنَّ نُبُوَّته صلى الله عليه واله أَخَصُّ مُطلقاً